معرض اللعبة
حكاية اللعبة
بالنسبة للعبة بنيت على مفهوم التسلل من دون أن يلحظك أحد، فعلت Hitman: Absolution العكس تماما. فهي تبرز بكل وضوح بين قريناتها من ألعاب التصويب العصرية. لعبة ذات إيقاع بطيء تعتمد نمط اللعب الفردي والتسلل، تبرز بكل جرأة لتتميز عن العديد من الألعاب السائدة في يومنا هذا. فهي لا تركز على إطلاق النار كيفما اتفق نحو أي كائن يتنفس حولك، بل تريد من اللاعب يتسلل خلالها من دون أن يستهلك سوى بضعة طلقات. إنها لعبة تريدك أن تفكر وترتجل بنفسك.
إنها لعبة تريد أن تذكرك بأن التجربة والأخطاء التي ترتكبها يجب أن تشجعك لا أن تحبطك. لكل من ينتظر اللعبة بكل شوق نذكركم بأنه قد مضى 2368 يوماً منذ أن صدرت Hitman: Blood Money، أكثر أو أقل. وهذه فترة طويلة جداً في عالم ألعاب الفيديو، فهي حوالي ستة سنوات ونصف. الحقيقة هي أن عميلنا 47 ببذته والرمز المشفر على رأسه الحليق قد أمضى الفترة الأكبر من هذا الجيل على الهامش. لقد أخذت Hitman: Absolution وقتاً طويلاً للصدور، وهذا واقع يعيه المعجبون جيداً.
وبالتالي فإن الضغط الذي يأتي من تقديم لعبة مثالية بعد كل هذا الوقت مرتفع جداً. بالنسبة لعالم ألعاب الفيديو قد تكون Blood Money بمثابة ديناصور من العصر الحجري، لكنها تبقى من الألعاب المفضلة التي أدمنها معجبيها المخلصين. ويجب على شركة Io Interactive بعد ستة سنوات ونصف أن تقدم لنا جزءاً جديداً يستحق كل هذا الانتظار.
والخبر الجيد هو أنها قد فعلت هذا.
Absolution هي لعبة تريدك أن تقوم بالتجريب والاختبار. فهي ترفض أن تتسرع باللعب بها، وتكافئ استخدام العقل وليس استخدام القوة الجسدية. تريدك أن تقضي وقتاً طويلاً بها، واختيار طريقك بمنهجية واكتشاف طرق مروعة جديدة لاغتيال أهدافك التعساء. فكما كان الحال في Blood Money، يمكنك القضاء على أهدافك بالعديد من الطرق المقززة المختلفة. إذ أن معجبي Hitman لن يقبلوا بمجرد رصاصة بسيطة في مؤخرة الرأس. بعض هذه الطرق ألطف من الأخرى، لكنها جميعها موجودة أمامك بانتظارك لكي تكتشفها مثلما كانت الحال في Blood Money. وقد تم تصوير بعض عمليات القتل الموجودة في اللعبة بشكل سينمائي لتحدث تأثيراً درامتيكياً، ويأتي ليكملها مقطعاً مصوراً مختصراً يصور ضحيتك وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، لكن معظم عمليات القتل في اللعبة (على الأقل 24 واحدة منها) هي على طريقة Hitman التقليدية. الأمر يعود لك لاختيار طريقة قتلهم. إنها لعبة تسير على وتيرة بطيئة، وليست مثل ألعاب التصويب التقليدية التي اعتدناها. لذا إن لم تكن لاعباً صبوراً لا تدخل في خضم هذه التجربة.
وتأتي Absolution كنسخة مصقولة لما حاولت شركة Io تقديمه في الجزء السابق، لكن مع إلغاء معظم المشاكل التي كانت موجودة في Blood Money والتي كان يتغاضى عنها المعجبين المخلصين للسلسلة. تشعر بأن العميل 47 مرتبط بشكل أكبر مع البيئة، ولم تعد تشعر بأن التسلل خلف الهدف وقتله باستخدام السلك المعدني كما لو أنه مجرد تمرين. بل أصبح عضوياً وسلساً بشكل أكبر.
علاوة على ذلك تضيف Absolution مجموعة من القدرات الإضافية للعميل 47. فعلى سبيل المثال لم يعد الاستخدام المحدود للإبر المخدرة ضرورياً، بسبب مهارات القتال عن قرب التي اكتسبها العميل 47. فإذا تسللت بهدوء خلف أحد الأعداء أو الشخصيات الغير قابلة للعب على حين غرة، يمكنك الإمساك بهم ومن ثم إخضاعهم أو قتلهم بيديك العاريتين. وتماماً كما في Blood Money، بإمكانك استخدام الناس كدرع بشري وبعدها القضاء عليهم بدم بارد باستخدام مؤخرة مسدسك عندما تنتهي الإبر المخدرة التي تملكها، لكن من دون كل التعقيدات التي كانت ترافق هذا (لكن طبعاً لا زال بإمكانك القيام بذلك بالطريقة القديمة إن رغبت).
كما وهناك نظام التغطية والذي يسمح لك بتبادل إطلاق النار مع أعدائك بشكل مريح عندما يسوء الوضع، بدلاً من أن تعلق بمكان مكشوف وتبدأ بإطلاق النار يميناً وشمالاً. عندما تلعب بالطريقة الصحيحة (منتظراً خلسة وبكل بصبر)، يصبح نظام التخفي أكثر فعالية حتى، فيسمح لك بالظهور فجأة عند مرور الأعداء لتقوم بكسر أعناقهم أو خنقهم بكل هدوء. كما ويمكنك أن تتظاهر بالاستسلام أيضاً، ومن ثم نزع السلاح من عدوك وأخذه كرهينة.
كما وكانت هناك بعض التعديلات على نظام التصويب أيضاً. حيث تمت إضافة ميزة الـ: Point Shooting، (وهي تقنية حقيقية تستخدمها القوات الخاصة) وتقوم بها بتحديد عدة أهداف سوية ومن ثم إطلاق النار عليهم بالحركة البطيئة، وهي جيدة لكن معجبي السلسلة الخبراء لن يستخدموها كثيراً على الأرجح خارج الحالات القليلة المطلوبة بها خلال اللعبة. إذ أن معجبي السلسلة المتطرفين لن يقوموا بالقتل العشوائي الذي يبرر استخدام هذه الميزة. فأنت لن تحصل على تقييم الـ Silent Assassin بهذه الطريقة. بل من الأفضل لك أن تستخدم طريقة إطلاق النار الدقيقة (Precision Shot) والتي تسمح لك بالضغط على الزناد بهدوء لتتمكن من تثبيت تصويبك جيداً قبل أن تقوم بإطلاق النار. وتشعر بأن هذه الطريقة طبيعية جداً وأفضل من الطريقة العادية.
وهناك أيضاً ميزة الـ Instinct Mode، والتي تمثل عملياً الحدس الداخلي للعميل 47 بشكل بصري. تبقى هذه الميزة مثار جدل كبير للبعض، لكن يمكن القول بأنها في جوهرها قد جاءت بديلاً عن الخارطة المصغرة الكلاسيكية التي كانت موجودة في ألعاب Hitman السابقة. ومع هذه القدرة بإمكان العميل 47 أن يشعر بوجود الأعداء القريبين، وبإمكانك أن ترى أين مواقعهم بالنسبة له. ويعود لك الأمر لاختيار طريقة استخدامها خارج هذا الإطار. إذ بإمكان اللاعبين الجدد استخدامها لمساعدتهم في ملاحظة طرقات تجول العدو، أو رؤية الأغراض ذات الأهمية. في حين بإمكان اللاعبين الخبراء الرجوع إليها عند اللزوم فقط أو عدم استخدامها كلياً. وبكل الأحوال ستصبح غير فعالة بشكل أوتوماتيكي في المستوى الأعلى من أصل خمسة مستويات الصعوبة الموجودة في اللعبة.
وفيما يتعلق بموضوع مستويات الصعوبة، فهناك كما ذكرنا خمسة مستويات، وهي تتدرج بشكل جيد. بداية من المستوى السهل (Easy) والذي هو فعلاً شديد السهولة، وصولاً إلى مستوى الـ (Purist) الجنوني. والمستوى الأفضل للبدء باللعبة لربما هو العادي (Normal) أو الصعب (Hard). ستجد أن ردود أفعال الأعداء أخف وطأة في بعض الأحيان بالصعوبة العادية، وستتسامح اللعبة مع بعض هفواتك على حساب الواقعية فيها، لكنه مستوى جيد لتبدأ به رحلتك وتتمكن من بناء فكرة واضحة حول المستويات. في حين يقوم المستوى الصعب (Hard) بتصعيد اللعب. ومن المثير أن ترى كيف أن الأعداء الغير قابلين للعب ليسوا فقط أذكى في مستويات الصعوبة الأعلى، بل هم أكثر عدداً أيضاً. فبناءاً على مقاربتك في اللعب قد تجد على سبيل المثال أن الطريق الذي قد يكون فارغاً وغير ملاحظ في مستوى الصعوبة العادي تعترضه دورية بأكمله في مستوى الصعوبة الـ (Hard).
كما وحصلت بعض التعديلات الجيدة على كيفية تقاعل العدو مع تواجدك عندما تتأزم الأوضاع. فإذا تمكن العدو من كشفك لكنك تمكنت من احتواء الوضع عبر إخضاع أو قتل الشهود المتواجدين قبل أن يتمكنوا من إعلام الآخرين، فلن يتم إطلاق الإنذار. وهذا تغيير جيد عن لعبة Blood Money، والتي كان خطأ واحد منك سيتسبب بهجوم جميع الأعداء الموجودين على الخارطة عليك كوابل من الصواريخ.